...يروى أن ملك طاغي يحكم مملكته بغطرسة وشدة ، معاملته السيئة و قسوة قلبه جعلت منه رعبا يعشش في كل قلب و فكر فلاحي و سكان مملكته ، الذين ينامون و يستيقضون على وقع الخوف الذي يعاشرهم مثل ظلهم.....
ـ و للملك جيش كبير العدد قوي البنية لا يتردد لحظة في تطبيق أي أوامر مهما كانت ، ينفذونها مباشرة بدون إحساس أو التفكير في أي شيء هذا الجيش عديم الإحساس وفاؤوا للملك فقط هو نقطة قوته.....و كان صارما جدا في ما يخص الظرائب و دفعها لديوان المملكة و لم يتجرأ أحدا في يوم من عدم دفعها مما جعلهم يعملون ليلا نهارا لتحقيق رغبات الملك.
ـ أما ظرائب الفلاحين كانت 98% بالميئة من قيمة المحصول و يجب على كل فلاح من محصول لأخر أن يزيد من قدرة إنتاجه و إلا واجها ما لا يحمد عقباه ، لذلك كان الجهد يأخذ منهم كل شيء حلو في الحياة صحة ، راحة و جمال.....
ـ في ما كان بعض التجار في زيارة للملكة و مروا بالملك للتقرب إليه و إهدائه بعض الهداية القيمة ليفتخر بها ، أما الملك كان يهوى الهداية و من يمدحه و يرفع من شئنه دون أي آكراميات مقدمة من ناحيته ، و كانت من بين تلك الهداية أن قدموا له فيلا أبيض اللون جميل المنظر و مجهز برداء من الحرير مطروزا بالذهب ، وكانت أكثر هدية أسعدت الملك.
ـ أمر الملك بأن يرعى الفيل بكل حرية في كامل أرجاء المملكة و ياويحة من إقترب منه أو لمسه أو قام بطرده من مكان ما ، هذا القرار بعث الخوف في قلوب متساكني المملكة فأصبح الفيل يصول و يجول في الملكة مثلما يريد دون التعرض عليه.
ـ لكن هذا لم يكن البتة في صالح الفلاحين لأن الفيل خرب زرعهم و أراضيهم بدون أن يحركوا ساكنا و لم يستطيعوا فعل أي شيء فأصبحوا بين المطرقة و السنداد ، أي بمعنى بين لهو و لعب و عبث الفيل المدلل و ظرائب الملك التي يجب تقديمها طبقا للقنون المعمول به...
ـ أصبحت حيرة الفلاحين واضحة على ملامحهم وضوح الشمس و إزداد همهم بمرور الأيام خوفا مما سيلحقهم من الملك إن لم يستطيعوا دفع الظرائب..... كان هنالك فلاح شابا ذو بنية جسمية قوية و شديد الذكاء قام بجمع الفلاحين في مكان سري ليبحثوا عن حل ينقذهم من العائق الذي أرهقهم جسديا و فكريا...
ـ إجتمعوا ليلا في المكان المتفق و كانت ضوضاء عارمة و كل يتكلم بإنفعال حاد...
ـ منهم من قال يجب تسميمه و الأخر يقول لا قتله بدون رحمة و لا هم لنا فيما سيلحقنا و يعلوا صوتا لأخر يقول بل نختار من يضحي من أجلنا يقتل الفيل و يسلم نفسه و نحن نرعى عائلته من بعده.....ومن بين ذلك الرأي و ذاك صعد الشاب فوق صخرة صغيرة و طلب الهدوء و قال:
ـ لا هذا الأي ولا ذاك بل سنجتمع جميعنا و نذهب إلى الملك و بكل لطف نروي له ما حدث لزراعتنا من جراء التسيب المفرط للفيل و نقترح عليه أن يختار له ماشاء من الأرض و نقوم بتسيجها له و إعداها له كما يجب حتى يرعى و يلعب مثلما يشاء و نحن نشتغل بدون عائق أو خوفا على الإنتاج.....فإنبهر الجميع من الفكرة و قرروا تنفيذها فالغد.......
ـ في الصباح إجتمع الجميع و توجهوا للقصر و يتقدمهم الشاب ، عند الوصول تقدم الشاب بكل لطف من حراس البوابة و طلب منهم بالنيابة عن البقية بأنهم يريدون إلتقاء الملك لموضوع يشغلهم...
ـ طلب الحارس منهم الإنتظار وغاب عنهم بعض من الوقت ثم عاد و فتح لهم الباب و طلب منهم الدخول....
ـ كان منظر البهو شيء لم يتخيله عقل ذلك الشاب الذي يتقدمهم كان يسير و هو متعجب مما يرى ولكن ما لم يراه هو أنه الوحيد الذي دخل و بقيت الفلاحين فروا من شدة الخوف و لم يدخلوا معه.....
ـ وجدا نفسه أمام الملك و حاشيته ألقى التحية و قال :
ـ سيدي جئنا اليوم نحن الفلاحين لنطلعك بشيء يخص الفيل..
ـ إنقلب وجه الملك قائلا:
ـ أنتم من أنتم ؟؟؟؟؟ الفيل قلت الفيل ماذا تعني وما به؟؟؟؟....
ـ الشاب لم يكن يعلم أنه وحيد ، إلتفت خلفه وهو يرتعش من شدة خوفه فأكتشف ما حصل له و بأنه وحيدا أمام ذالك الطاغية و يجب عليه الرد أو سيكون عقابه الموت خاصة و أن الحراس إستلوا السيوف.....
ـ لو كنت مكان الشاب بماذا ستجيب و تنقذ رقبتك من القطع؟؟؟؟؟
ـ بعد ردودكم على هذا السؤال سأجيبكم ما فعل الشاب متمنيا أن تكون هنالك ردود مع الشكر لجميع القراء.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق