الخازن
- هو عبد الرحمن أبو جعفر
الخازني، عاش في مرو من أعمال خرسان خلال
النصف الأول من القرن السابع للهجرة...وحياة الخازن يلفها الإبهام والغموض، كمل خلط
فريق من الكتاب بينه وبين علماء آخرين،
وأسندوا بعض أعماله إلى غيره. ومن المؤلفات
المهمة التي تركها الخازن كتاب (ميزان الحكمة)،
وقد عُثر على هذا الكتاب في منتصف القرن
الماضي. ويعتبر بمثابة الكتاب الأول في
العلوم الطبيعية، وبصفة خاصة مادة (الهيدروستاتيكا).
وقد ترجمت عدة فصول من الكتاب ونشرت في المجلة
الشرقية الأمريكية، كما تمّ تحقيق الكتاب
ونشر على يد فؤاد جمعان....و (ميزان الحكمة) يعد من أنفس كتب العلوم عند
العرب، لما تضمنه من البحوث المبتكرة، وفيه
تتجلى عبقرية الخازن. ففي الكتاب جمع الخازن
الموازين وبيّن وجوه الوزن، وبذلك مهّد
لاختراع (البارومتر) و (الترمومتر) وسائر
الموازين الحديثة التي ظهرت على يد العلماء
الأوروبيين....
- كان الخازن من الباحثين المبتكرين، اشتغل
بالفيزياء والميكانيكا (أو علم الحيل)، كما
حسب جداول فلكية عُرفت باسم (الزيج المعتبر
السيخاري)، فدقق في مواقع النجوم، وأعطى
جداول السطوح المائلة والصاعدة. ومن
الموضوعات التي عالجها الخازن موضوع (كتلة
الهواء). وبحث الخازن كذلك في الأجسام
الطافية، وفي الكثافة وطريقة تعيينها
للأجسام الصلبة والسائلة. وأورد بعض القيم ،
لأوزان الأجسام النوعية، وهي قيم دقيقة إلى
أقصى حد. وقد اخترع الخازن ميزاناً خاصاً لوزن
الأجسام في الهواء وفي الماء. وعلى ذلك يعتبر
الخازن الممهد الأول لطريق قياس عنصري الضغط
ودرجة الحرارة. وللخازن بحوث في الجاذبية....
مما سبق يتضح لنا أن الخازن كان من كبار علماء
العرب، جال في ميادين متعددة، وقدم بحوثاً
مهمة، وترك اختراعات خدم بها الإنسانية، مما
أسهم في تقدهما...
- أعماله:
- وضع أبو جعفر الخازن نظرية في شكل الكون وتركيبه، كما وضع أبو جعفر الخازن
تفسيرا لحركة الكواكب في تقدمها وتباعدها، وتفسيرا عن اختلاف مطالع القسي
(جمع قوس) المتساوية في كتابه: المدخل الكبير إلى علم النجوم، وقد ناقش
كذلك في كتابه هذا لأول مرة نظرية ابن الهيثم في تكوين النجوم، وبين أنه اعتمد على فروض بطليموس التي ترجمها ثابت بن قرة،
وناقشها أيضا في كتابه الآخر: سر العالمين، ووضع طرائق لتعيين أول محرم
وأول السنة الهجرية، وبعض المسائل في علم التواريخ. وقد بين أبو جعفر
الخازن في هذا الكتاب رأيه في شكل العالم وهو يختلف عنده عن الشكل الذي
يقوم على الفلك الخارج المركز، وفلك التدوير وتتساوى فيه أبعاد الأرض عن
الشمس مع اختلاف الحركة فتصير ناحيتي الشمال والجنوب متكافئتين في الحر
والبرد، ودرس التسيير وآلته....
- وضع أبو جعفر الخازن شرحا لبعض آلات الرصد الفلكية، ومن أهمها آلة قياس
ارتفاع الشمس. وإبتكر حلقة محيطها 13 قدما وثمانية أذرع، وهذه الحلقة أصغر
من الحلقة التي استخدمها السابقون عليه. وحقق بواسطة هذه الحلقة انحراف
دائرة البروج وكان ذلك بمساعدة طائفة من العلماء، وقد تحدث عنها في كتابه:
الآلات العجيبة الرصدية....
- أما في علم الرياضيات: فقد تمكن من حل المعادلات التكعيبية حلاً هندسياً بواسطة قطوع المخروط وسبق بذلك بيكر وديكارت في كتابه: شكل القطوع، ودرس في الحساب مسائل العدد، كما ألف كتباً في حساب المثلثات، وحل بعض المسائل الخاصة بحساب المتوازيات.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق